عواصم القواسم

رأس الخيمة

لا تخفى عواصم القواسم على أحد لشهرتها إذ هم جبهة عالية، ولهم زعامة سامية، كانت أهم عواصمهم رأس الخيمة، التي قامت على إطلال جلفار، وكانت جلفار أهم عواصم الساحل العماني منذ عهد الجاهلية، وفيها قتل الإمام الجلندي بن مسعود رحمه الله، وجيشه على يد خازم بن خزيمة، ومنذ ذلك العهد استمر في رأس الخيمة الصراع وسفك الدماء، والدعوة للقتال، ومقارعة الأبطال وقد لعبت رأس الخيمة دوراً هاماً في التاريخ العماني.

أن رأس الخيمة هي الإمارة الهامة العريقة في تاريخ الساحل الشمالي، ويرجع تاريخ تأسيس بلدة رأس الخيمة أو ظهورها كعاصمة لجميع ساحل عمان بزعامة القواسم إلى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي ( أي القرن الثاني عشر للهجرة تقريباً ) حيث استقل الشيخ حمه بن مطر أبان ضعف دولة اليعاربة التي كانت تحكم عمان وساحله، وأخذت رأس الخيمة مكانة جلفار التي كانت قديمة العمران في ساحل الشمال العماني، على سيف البحر، لكن إصرار الإنجليز على القضاء على هذه الدولة الفتية التي أقضت مضاجعهم، وروعت أساطيل شركة الهند الشرقية في الخليج والمحيط الهندي أدى إلى تدمير نهائياً وإحراق أسطولها المرعب، وأفول نجمها منذ عام 1820م واضطر الشيخ سلطان بن صقر الأول إلى جعل عاصمته الشارقة، بدل جلفار الجديدة (رأس الخيمة) وانحصرت دولة القواسم في أجزاء من ساحل عمان بينما ظهرت إلى الوجود بعض المشيخات الحالية، حيث دخل الإنجليز مع حكامها في معاهدات شبيهة بتلك المعاهدات التي عقدوها مع القواسم، حتى تكاملت سبعاً من الإمارات، وعرفت رأس الخيمة كإمارة مستقلة في مطلع القرن الحالي ( القرن العشرين) عندما انفصلت عن الشارقة، بعد عراك دام بين أبناء العم، ثم ثبت الإنجليز الانفصال نهائياً سنة 1919 م .

الشارقة

تلي إمارة دبي في جميع أحوالها، وهي أيضاً القريبة منها مكاناً، المشابهة لها عمراناً، فهي مشرقة شروق الشمس في ذلك الأفق، وتقسم إمارة الشارقة إلى قسمين، الأول: الغربي على الخليج العربي، وفيه العاصمة وهو القسم الأكبر من الإمارة، وتقع فيه أيضاً واحة الذيد، والأماكن التي يرجح فيها ظهور البترول، وتتبعه جزيرة الحمرية، والقسم الثاني : يقع على ساحل خليج عمان شمال سهل الباطنة ويدعى بالمنطقة الشرقية، ويتألف من خور فكان التي هي العاصمة الثالثة للقواسم، وكذلك كلبا، بالإضافة إلى جزء من بلدة دبا، وهو الحصن منها، وأهم أعمال الناس في إمارة الشارقة، التجارة، والصيد، والزراعة، خصوصاً في الذيد التي تبعد عن الشارقة حوالي ستين كيلومتراً ثم كلبا، وخورفكان ولا يتوانى الشيخ عن تشجيع الناحية الزراعية، ويبدأ هو بنفسه بتخطيط المزارع واستصلاحها وتشغيل الفلاحين فيها، ومازالت الشارقة جوهرة غالية لها قيمتها الوافية بين الإمارات الساحلية، وكيف لا وهي واسطة العقد، واسمها يعرب عنها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعتبروا البقاع بالأسماء" وقد جعلتها بريطانيا في الماضي قاعدة من قواعدها، تنطلق منها طائراتها على الجبل الأخضر أيام حرب الإمام غالب ابن علي، وعضده الأكبر سليمان بن حميّر، وقد اختلط أهالي الشارقة من عرب وهنود وإيرانيين ونحوهم ببعضهم، ولا تزال الإمارة تحث ركبها التقدمي إلى الأمام لتسبق إلى مداها المطلوب، ولا تزال الراية القاسمية ترف على ربوعها، وهي لا تبعد مسافة كبيرة عن دبـي، إذ لا تزيد هذه المسافة عن عشرين كيلومتراً، أما الآن فقد تلاصقت الإمارتان بامتداد العمران وكثرة السكان، فهما في رأي العين في وقتنا هذا بلدة واحدة، وتشتركان أيضاً في الصفات واللهجات، وبعد أن قام الاتحاد، كادتا أن تندمجا في قالب واحد، في جميع أعمالها، وتجارة الشارقة مزدهرة جداً وناشطه نشاطاً ملموساً، وبها مطار هام هو أول مطار أنشئ بالساحل الشمالي.

خورفكان

خورفكان هي من العمران القديم في الساحل الشمالي من عمان المتصالحة، ذات أهمية لا تخفى على أهل الإمارات، ولها موقع هام بالنسبة إلى الساحل الشمالي وأن كانت رأس الخيمة هي أم الإمارات سابقاً، فخورفكان لها مركزها على ساحل خليج عمان، فبينما تراها تتبع سلطان مسقط، إذا هي تتبع القواسم، ثم إذا هي ينزل الوهابيون عليها ليسيطروا منها على ما حواليها، وناهيك بما وقع فيها أيام قيس بن الإمام أحمد، وسلطان مسقط سعيد بن سلطان، ومن معها من الإنجليز، فالمعركة التي وقعت فيها جعلتها بحيرة من الدم، وفيها قتل قيس بن الإمام حاكم صحار، وهلك من رجال عمان فيها أبطال كثر، ثم عادت سيرتها الأولى، اشتهرت خورفكان بمزارعها التي درّت على الساحل الشمالي خيرات لا تنكر، وأهلها أخلاط من الناس من أجناس شتى، إلا أن الاسم القاسمي هو السائد .

وخورفكان هامة وجميلة، وبها ميناء طبيعي ولا يزال عدد سكانها في ازدياد ونمو.


المصدر :http://www.uaezayed.com/zayed9/3.htm

يسلمووووووووووووو ع الطرح