حكام القواسم

الشيخ صقر بن راشد يتولى الإمارة

لا يخفى أنه في سنة 1777م تنازل الشيخ راشد بن مطر شيخ رأس الخيمة وزعيم القواسم عن رئاسة القبيلة لابنه صقر بعد أن ظل حاكماً بها مدة ثلاثين عاماً، وقام برئاسة القواسم بعده ابنه صقر، وفي هذه الأثناء صاهر الشيخ عبدالله المعيني شيخ القشم واستمر المذكور على رئاسة القواسم ردحاً من الزمن، إلى قريب من سنة 1830م، تنازل بعدها لابنه سلطان الذي قدر له إن يحكم القواسم أكثر من جيلين كاملين، وإن يشهد في حياته كل عملية التغيير والانتقال من وضع إلى وضع، وكانت له كل مؤهلات الرئاسة وكان داهية زمانه، صاحب وعي وإدراك، يبني بالليل ما يشهد له به النهار، وفي سنة 1820م ضمت إليه رأس الخيمة، وبقي بين الشارقة ورأس الخيمة إلا أن أغلب أحواله كانت بالشارقة، وكان الحكم المباشر في المدينتين وتوابعهما يتولاه شباب من أقاربه حسب أوامره ونواهيه، وكان هو بصفة السلطان عليهم.

وبإجماع الذين عرفوه كان أهم ما يمتاز به قدرته الفائقة على الإقناع، وفي بداية حكمه كان الشيخ السلطان يستعين بإخوته ثم بإبنائه فيما بعد كممثلين عنه في الحكم المباشر لمدينتي رأس الخيمة والشارقة، فكان يحكم رأس الخيمة في سنة 1823م محمد بن صقر شقيق الشيخ سلطان ولم يزل حاكماً لها حتى وفاته حوالي سنة 1845م، وقبل سنة 1838م كان يتولى أمور مدينة الشارقة الشيخ صالح بن صقر شقيق الشيخ سلطان أيضاً، وهو من أذكى الناس الذين عرفهم الساحل المتصالح في ذلك الحين، وقد تولى بعده حكم مدينة الشارقة الشيخ صقر ابن الشيخ سلطان القاسمي.

تسلسل الحكم في رأس الخيمة والشارقة

يذكر المؤرخ البريطاني لوريمر بأن خلافاً وقع بين شيخ القواسم سلطان ابن صقر الذي يتولى حكم الشارقة، وظل الشيخ صقر حاكماً على الشارقة، وكانت له غطرسة الشباب، فكان يقع بينه وبين جيرانه بعض الأمور المثيرة للضغائن حتى لقي مصرعه في قتال نشب بينه وبين أم القيوين سنة 1846م، فخلفه في حكم الشارقة بأمر من الشيخ القاسمي سلطان بن صقر ابنه الآخر عبدالله بن سلطان القاسمي، حتى وفاته عام 1855م في الحمرية، وتولى بعده حكم الشارقة الشيخ محمد بن صقر بن سلطان بن صقر القاسمي وكان صغيراً مما دفع عمه خالد بن سلطان لمحاولة إبعاده عن الحكم مما أدى إلى قتل الشيخ الصغير، وذلك في عام 1861م .

وفي عام 1860م تولى الشيخ إبراهيم بن سلطان بن صقر القاسمي حكم رأس الخيمة، وخلال تلك الفترة كان الزعيم القاسمي الشيخ سلطان بن صقر قد شاخ، فقد السمع والذاكرة، مما أدى به إلى الاخلاد إلى الراحة، وعدم التدخل في الخلافات الدائرة حتى توفي في عام 1866م .

خالد بن سلطان يستقل برأس الخيمة

بعد وفاة الشيخ سلطان بن صقر في سنة 1866م كما قدمنا، بعد أن تجاوز الثمانين من العمر، وتأثر بالضعف من كبر السن، خلفه ابنه الشيخ خالد حاكم الشارقة، فتولى مشيخة الشارقة على حين ظل أخوه إبراهيم بن سلطان مواصلاً إعلان استقلاله برأس الخيمة، وفي شهر مايو من سنة 1867م قام الشيخ خالد بن سلطان بفرض سلطته على رأس الخيمة، وأبعد منها أخاه إبراهيم وأعاد ضم المدينة وما حولها إلى إمارته وحكمه بالشارقة وكان الشيخ خالد قد أصيب بجرح سابق لم يزل باقياً به، حتى كان سبب وفاته في اليوم الرابع عشر من شهر إبريل من السنة المذكورة .

الشيخ سالم بن سلطان يتولى الإمارة بعد خالد

في سنة 1868م احتل الشيخ سالم بن سلطان مكانة أخيه خالد، وكان خالد لما أدركته الوفاة عهد بحكم رأس الخيمة إلى ابن شقيقه حميد بن عبدالله بن سلطان، الذي أعلن استقلاله برأس الخيمة، وفصلها عن الشارقة في سنة 1869م واستمر الوضع كذلك إلى أن انتهى عمره في سنة 1883م، وفي إبريل سنة 1869م وصل وكيل الوهابيين في البريمي إلى الشارقة بقصد التوسط في بعض الخلافات الناشئة في الساحل ، وبدأ يتعاون مع الشيخ إبراهيم بن سلطان ليعود إلى حكم رأس الخيمة بدلاً من حميد بن عبدالله، وحداً من سلطة الشيخ سالم بن سلطان عليها، وفي تلك الأيام جاء الشيخ حميد بن عبدالله من رأس الخيمة إلى الشارقة فحدث هرج ومرج في المدينة كان من نتائجه مصرع بعض الأشخاص بينهم وكيل الوهابيين الذي أُصيب بطلقة نارية، وانتهى ذلك الهرج والمرج وقام الشيخ سالم بن سلطان بإعلان استعداده للتنازل عن الحكم لشقيقه إبراهيم وظلت العلاقات بين الأخوين طيبة ولم يحدث أي تنازل فعلي عن الحكم وبعدها بعدة شهور عاد الشيخ سالم بن سلطان إلى تولي الحكم بشكل رسمي .

الشيخ صقر بن خالد بن سلطان يتولى إمارة الشارقة

قام الشيخ صقر بن خالد وهو دون العشرين من عمره، بالسعي لحكم الشارقة وذلك في نهاية شهر مارس 1883م، مستغلاً خروج عمه الشيخ سالم بن سلطان إلى جزيرة أبو موسى، حيث كانت خيله وعدته بذلك المكان الآمن المطمئن، حيث تطيب المراعي لخيله ساعياً لتجميم النفس وأخذ الراحة لها، وفي نفس الوقت سار شقيقه أحمد بن سلطان في رحلة إلى رأس الخيمة، وهو الذي كان ينوب عن أخيه الشيخ سالم عند غيابه .

هنا قام الشيخ صقر بن خالد، وقد تركه أعمامه ليكون مسؤولاً عن الشارقة في حال غيابهما عنها، بانتهاز الفرصة وأعلن نفسه حاكماً عليها، وسرعان ما اعترف بالحاكم الجديد كل من شيوخ رأس الخيمة، وأم القيوين، وعجمان، ودبي، كما أيده الشيخ محمد بن علي النعيم صاحب البريمي، والمطوع القتبي قائد جماعة في المنطقة.

وكان الشيخ سالم في جزيرة أبو موسى ينظر في الحال، ويتابع الأمور، ويتحين الفرص للمسير فقام في شهر مايو بزيارة للشيخ يوسف أحد شيوخ القواسم في لنجة، ثم انتقل في شهر يوليو إلى دبي حيث تم هناك عقد تسوية بينه وبين ابن شقيقه صقر بن خالد المتمرد عليه، وتضمنت التسوية اعتراف الشيخ سالم بابن أخيه مقابل الحصول على مبلغ ستمائة روبية، واسترداد أملاكه الخاصة في الشارقة، وأن يقوم صقر بن خالد بسداد الديون المستحقة عليه في الشارقة، وقد ضمن تنفيذ هذه التسوية شيوخ دبي ورأس الخيمة وانتهت القضية على هذا الأساس، وبقي الشيخ سالم بن سلطان حاكماً للشارقة ...

الشيخ صقر بن خالد في رأس الخيمة

في الثاني من شهر أغسطس سنة 1900م ساء حظ الشيخ حميد بن عبدالله بن سلطان شيخ رأس الخيمة، ففوجئ بضربة عنيفة قضت عليه، وهنا قام صقر بن خالد منتهزاً الفرصة، فتولى أمر رأس الخيمة وتوابعها وضم الكل إلى الشارقة بدون أي منازع، وعين ابن عمه حمد بن ماجد ابن سلطان والياً عليها، لكنه بعد فتة لم يرض بأعماله، ولعله خافه عليها ، فعزله عنها، وعين ابنه خالد بن صقر بن خالد .

المصدر :شبكة الرحال الاماراتية

يسلمووووووووووووو ع الطرح